الرئيسية / الرئيسية / شائعات عن انقلاب في العراق يطلقها حزب ولاية الفقيه

شائعات عن انقلاب في العراق يطلقها حزب ولاية الفقيه

بقلم: د. باهرة الشيخلي

الشرق اليوم- ليس رعب فايروس كورونا هو الذي يساور أتباع الولي الفقيه الإيراني علي خامنئي ووكلاءه في العراق، بل ربما أن هؤلاء الأتباع والوكلاء استثمروا، بنحو أو بآخر، هذا الفايروس ليديموا حياة الفايروس، الذي يضرب العراق منذ نحو 17 سنة.

ويرى بعض الناس أن الرعب دفع بعض المعممين، وفي مقدمتهم زعيم التيار الصدري، مقتدى الصدر، إلى الطلب من البسطاء أن يكسروا الحظر المفروض بسبب كورونا ويخرجوا، بنحو جماعي، إلى إحياء ذكرى الإمام السابع لدى الشيعة الاثني عشرية موسى بن جعفر، حتى وإن نتج عن ذلك تفشي الوباء، لأن المهم عندهم أن لا تخلو الشوارع من الناس فيهجم عليهم التغيير، وليطمئنوا إلى أن الكثير من البسطاء مازالوا يمتثلون لأوامرهم وأنهم سيدافعون عنهم إذا دهمهم أي خطر، وزادوا في وتيرة نشر الخرافات ليقووا انخداع أولئك البسطاء بهم.

في المحن الكبرى تنتعش الشائعات وتتعدد الأساطير، وهناك كلام في الشارع العراقي عن نية الولايات المتحدة القيام بانقلاب عسكري للتخلّص من الطبقة السياسية الحالية في العراق والإتيان بغيرها، وهذه الشائعات يطلقها حزب ولاية الفقيه في محاولة لتحويل الاتجاهات للتآمر على ثورة الشباب والنيل من ثوارها، بعد أن انتظم الحراك الثوري وأصبح له آليات عمل مؤثرة بانبثاق اتحاد تنسيقيات الثورة العراقية، الذي وضع الثورة على طريق مرحلة جديدة قد تكون حاسمة لتطيح بكل أصنام ولاية الفقيه وتطهّر أرض العراق من رجس مستوطني المنطقة الخضراء. والخبطة الخرافية إحدى المخرجات الساذجة، التي خرجت من تحت عباءة القوى الظلامية وهي بالاتجاه المضاد لثورة الحرية ومحاولة إعاقة سبيلها الوطني.

وما ساعد على استيلاد شائعات كثيرة حول الانقلاب انسحاب قوات أميركية من بعض القواعد في محافظة الأنبار، بنحو مفاجئ، وبالرغم من أن مسؤولا أمنيا في المحافظة كذّب ذلك، وتبين أن هذه القوات “المنسحبة” توجهت إلى الإمارات لإجراء مناورة عسكرية، إلا أن قناة الجزيرة وجدتها فرصة لاختلاق قصة احتلال مدينة مترامية الأطراف كبغداد وطبّلت لذلك، زاعمة أن هناك مؤشرات غير معلنة إلى أن الولايات المتحدة شكّلت حكومة تضم شخصيات عسكرية ومدنية عراقية لم تكشف هويتها.

وفي هذه الأثناء صدرت من بعض الجهات المجهولة تحذيرات للمواطنين العراقيين بالابتعاد عن مقرّات الحشد الإرهابي والميليشيات لأنها ستكون هدفا لطائرات قوات التحالف في أي لحظة، وطلبت من العراقيين تخزين المواد الغذائية قدر المستطاع، وعدم الخروج إلا للضرورة القصوى عند بدء “معركة التحرير”، وعدم التعرّض لـ”جحافل التحرير” لأنها سترد على أي تعرض بكل قوة، وعدم الانجرار وراء دعوات العملاء، الذين يريدون للعراقيين أن يكونوا وقودا لحرب مع أميركا، وما إلى ذلك من نصائح تجعل الشائعة قريبة إلى الواقع في أذهان البسطاء والسذج.

وظهرت تفسيرات كثيرة لهذه الشائعات منها الرعب، الذي يستبدّ بوكلاء إيران لشعورهم بالرفض الشعبي لهم ولإيران، وذهب تفسير آخر إلى أن إيران تعدّ لأمر جلل في العراق لتثبيت وكلائها ومنها تفجير مرقد من المراقد الشيعية الموجودة في العراق يرجّح أنه مرقد الإمام موسى الكاظم وحفيده الإمام التاسع محمد الجواد في مدينة الكاظمية شمالي بغداد، والقول إن القوات الأميركية هي التي فجرته لتأجيج الغضب عليها وإشعال فتنة طائفية بين السنّة والشيعة على منوال ما حدث بتفجير ضريح الإمامين العاشر والحادي عشر، علي الهادي والحسن العسكري، في سامراء شمال بغداد.

حتى إذا نجحت إيران ووكلاؤها بتنفيذ مخطط مثل هذا فإنه سيفشل، لأنه بني على حسابات أن العراقيين بعد أكتوبر 2019، هم العراقيون ما قبل أكتوبر، دون أن يفطنوا للتغييرات التي أحدثتها الثورة في بنية المجتمع ووعيه.

لن يحرر بلاد الرافدين إلا فتيانها لذلك يتعيّن على صحافة الحرية وإعلام الثورة أن يكشفا هذه الأضاليل.

شاهد أيضاً

عن الاحتجاجات الطلابيّة في الغرب وعن حدودها

بقلم: حازم صاغية – صحيفة الشرق الأوسط الشرق اليوم- ينتظر كثيرون من خصوم الاحتجاجات الطلاّبيّة …