الرئيسية / الرئيسية / كورونا وسقوط العروش

كورونا وسقوط العروش

بقلم: نوفل آل صياح الحمداني

الشرق اليوم- بانتشار فايروس كورونا العابر للحدود والقارات تكشفت حقيقية الانظمة السياسية والحكومات برؤوسائها وملوكها وأمرائها ورجال دينها فهذه أمريكا ونظامها الديمقراطي الليبرالي يسقط أمام عدو شرس لا يرى في العين المجردة بعد ان اعمى هذا النظام عيون البشرية بقوته وغطرسته وتقدمه التكنلوجي والعلمي وفلسفته في التفرد بالعالم واعتباره قرية صغيرة ها هو اليوم يحصد ما زرع اذ انسلخت من سيطرته جميع الدول المساندة والمحايدة والمحتاجة فاصبحت دول العالم في ظل انتشار العدو الوبائي الغير مرئي منفردة في مواجهته وسقطت خرافة التعاون والتضامن الدولي التي اتضحت انها مجرد حبر على ورق.

ونتيجة اتساع وتنوع اساليب الهيمنة الامريكية على دول العالم انتشرت مافيات قتل الشعوب وسرقة ثروات الدول النفطية وتسميم الثقافات والقيم الاخلاقية وتمزيق النسيج الاجتماعي وظهرت هذه المافيات على صور مختلفة منها الدواعش الذين ارتدوا عباءة التدين وعثوا في الارض الفساد باسم الدين، واصحاب الشركات والكومشنات الذين استحوذوا على المشاريع الكبرى لجمع الثروات واذلال المجتمعات وارهاقها بالديون و كرد فعل لمواجهة هذه الهيمنة والغطرسة الامريكية في العالم اخذت الدول تفكر باضعاف الوجود الامريكي في دول العالم فالصين الذين يشهد تاريخها مدى تقدمها واعتمادها على ثقلها السكاني في رفد العالم بانتاجها وعقدها المعاهدات والاتفاقيات الاقتصادية مع الدول المناوءة لامريكا ،وايران التي انفردت بالسيطرة على منطقة الخليج بعد ان هدم الجدار العراقي الذي كان يحول دون تحقيق خططها الجهنمية الا انها نجحت وسلمت الشعب العراقي ودولته على طبق من ذهب الى ايران ووكلائها وبفضل التعاون من وراء حجاب مع امريكا في بسط نفوذها على العراق بحجة دولة الفقيه والثورة التي لا تامن بحدود كما تبنتها داعش الظلام اصبح العراق تابع لايران اذ قيدته سياسياً واقتصادياً واجتماعياً ودينياً وزرعت فيه رموز الاحزاب والتيارات التي شكلت حكومات المحاصصة والخصخصة مما انهك كاهل الشعب العراقي وادخله في متاهات الحرب الطائفية وهدرت دماء ابناءه و اغرقت اقتصاده بالديون وهمشت قواه الوطنية ودمرت مدنه وشردت شعبه في الداخل والخارج.

اليوم اتضحت الحقيقة بين من لديه القدرة على اخضاع دول العالم بجبروتها والسيطرة عليها دون منازع ونشر الفوضى العارمة بين سكان العالم فلم تعد تجدي نفعاً طلب المساندة والمساعدة امام هذا الفايروس القاتل فالكل سواسية امامه يخضعون لسلطته بعد ان اسقط اقنعة رؤوساء وملوك وأمراء ورجال دين الدول الذين عجزوا في ايجاد مايقضي عليه رغم كل الامكانيات المادية الهائلة والخبرات العلمية الكبيرة.

شاهد أيضاً

بعد تقديم التعازي في إيران.. رئيس الجمهورية العراقية يعود إلى البلاد

الشرق اليوم- وصل رئيس الجمهورية العراقية عبد اللطيف رشيد، مساء أمس السبت، إلى البلاد بعد …