الرئيسية / الرئيسية / لماذا تآمـر برهم صالح ضد العراق؟

لماذا تآمـر برهم صالح ضد العراق؟

بقلم: أحمد عبد السادة

الشرق اليوم- في لقائه مع قناتي “العراقية” و”العهد” ذكر الشيـــخ “قيــــس الخـــزعلي” بأن إحدى الرئاسات الثلاث متورطة في المؤامــرة ضد العراق، وحسب معلوماتي المؤكدة أقول بأن المقصود هو رئيس الجمهورية برهم صالح!!

وهنا – قبل الدخول في صلب الموضوع – لا بد أن نقوم بالتفريق بين مشهدين لحدث التظاهرات: المشهد الأول هو مشهد المتظاهرين السلميين الذين خرجوا للمطالبة بحقوقهم المشروعة والمحقة، وبالتالي فإن الاصطفاف معهم ومع مطاليبهم التي هي مطاليبنا جميعاً هو أمر أخلاقي وبديهي بالنسبة لكل شخص يمتلك ضميراً، فضلا عن ادانة القتلـــة والقناصيــن الذين قتلــوا العديد من المتظاهرين والمطالبة بتقديمهم للمحاكمة. هذا موقف ثابت ومحسوم.

أما المشهد الآخر “السري” لحدث التظاهرات فهو مشهد جرى خلف الكواليس وحاول أن يستغل هذا الحدث لتحقيق أجندات دولية وإقليمية في مقدمتها إشعال حـــرب شيعية – شيعية وتصفية الحشد الشعبي ووضع العراق تحت الوصاية الدولية وتسليمه لجهات خاضعة لأمريكا والسعودية وحتى إسرائيل، ولا شك أن برهم صالح يقف في صدارة هذا المشهد المؤامـراتي “السري”.

قد يتساءل البعض: لماذا يتآمــر برهم صالح ضد العراق وهو رئيس جمهوريته؟!!

وجواباً على هذا السؤال أقول: إن برهم صالح بالنهاية هو ابن المشروع الكردي الانفصــالي نظراً لتأييده له ومشاركته فيه، بل هو الوجه الباسم الخــادع لهذا المشروع بعكس مسعود البارزاني الذي يمثل الوجه الانفصــالي العابس المتجهم والقبيــح، وبالتالي فإن برهم سيبقى مخلصاً لهذا المشروع حتى لو تولى منصب رئاسة الجمهورية، ولهذا سيبقى متآمــراً على العراق ووحدته حتى لو حاول التخفي خلف ابتساماته الدبلوماسية!!

كانت التظاهرات فرصة لبرهم وداعميه ومشغليه الأمريكان والإسرائيليين والسعوديين والإماراتيين لتحقيق المخطط المرسوم الذي ابتدأ في اليوم الثالث للتظاهرات الموافق 3 تشرين الأول، حين تم تكليف قائد الفوج الرئاسي الثاني نوزاد عثمان خدر بالذهاب برفقة قناصيـــن إلى ساحتي التحرير والطيران (اسمه موجود في التقرير الخاص بالتظاهرات) رغم أن قاطع واجباته في منطقة الجادرية حصراً، وفي موقع التظاهرات أمر نوزاد عثمان قناصيــه بقنـــص المتظاهرين بطريقة وحشيـــة، وقد أشار لاحقا النائب ريان الكلداني إلى موضوع القناصيــن ورئاسة الجمهورية في تغريدة لافتة وخطيرة له.

ما هو الهدف من قنـــص المتظاهرين بهذه الطريقة؟

الهدف برأيي ينقسم إلى شقين: الأول هو اتهام الحشد الشعبي بهذا القنـــص وتأليب المجتمع وذوي الشهداء ضده لخلق شرارة اقتتـــال شيعي – شيعي، أما الشق الثاني فهو صناعة رأي عام ضد الحكومة (رغم أن الحكومة مدانـــة بالقمــع والقتـــل)، وتهيئة الظروف لاستقالة رئيس الوزراء (رغم أنني مع استقالته لأسباب عدة تختلف بالتأكيد عن أسباب برهم!!).

بعد تحقيق هذا الهدف ذي الشقين يكون المخطط المرسوم كالآتي: بعد استقالة عادل عبد المهدي يشغل برهم صالح مكانه ويتولى رئاسة السلطة التنفيذية بدلاً عنه حسب الدستور، وفي هذه الأثناء يكون الحشد – حسب المخطط – منشغلا بالدفاع عن نفسه – عسكــرياً وأمنياً وإعلامياً – ضد الهجمـــة الممنهجة ضده، وقد يتم جره لمواجهات مع أبناء شعبه بهدف إسقـــاط الرمزية المعنوية له أولاً وبهدف تجريمـــه ثانياً.

وفي ظل هذا الانهيار يتم إدخال “دااعــ.ــش” للعراق مجدداً ويتم إعطاء الضوء الأخضر للبارزاني لإعادة احتــلال كركوك بحماية ورعاية أمريكية اسرائيلية، كما يتم إعطاء الضوء الأخضر لبرهم صالح لمواجهة الحشد وتصفيته بمساندة قادة عسكرييـــن كبار موالين لأمريكا بذريعة أن الحشد يقاتـــل الشعب!!!.

وقد يكرر برهم صالح سيناريو الرئيس اليمني المنتهي الشرعية (عبد ربه منصور هادي) ويهرب إلى السليمانية كما هرب هادي إلى عدن، ومن هناك (من السليمانية) يطالب برهم المجتمع الدولي والأمريكان بالدفاع عن “شرعيته” الدستورية المزعومة كرئيس للجمهورية ضد الحشد الذي يحاول سلبه هذه “الشرعية”!!، ليمنح للأمريكان والإسرائيليين وحلفائهم غطاءً لقصـــف الحشد وتصفيته، ولتبدأ بعد ذلك قصة دمويـــة ومأساوية في العراق قد تتجاوز قصة اليمن المأساويــة بكثير.

شاهد أيضاً

فيما ثرواته تُنهب العراق يجوع

بقلم: فاروق يوسف – النهار العربي الشرق اليوم- “ما مر عام والعراق ليس فيه جوع”، …