الرئيسية / الرئيسية / مترجم: رغم اختلافها.. هذا ما يجمع المظاهرات في هونج كونج والعراق

مترجم: رغم اختلافها.. هذا ما يجمع المظاهرات في هونج كونج والعراق

BY: Ishaan Tharoor – Washington Post

الشرق اليوم- هناك العديد من الأشياء التي تفصل بين المشاهد الدرامية للاضطرابات في هونج كونج ومثيلاتها في شتى أنحاء العراق، غير أن ثمة شيئًا واحدًا على الأقل يربط بينهما، ألا وهو: الشجاعة الكبيرة من المتظاهرين الغاضبين من المؤسسة المحصنة في كلا البلدين والعنف الذي تلجأ إليه للدفاع عن مصالحها.

مظاهرات العراق .. عنف مفرط ومحاولات للتهدئة

في العراق، أدت المظاهرات اليومية منذ يوم الثلاثاء الماضي في العاصمة بغداد ومدن أخرى جنوبي البلاد إلى أكثر من 100 قتيل، وخلفت 6 آلاف جريح، وفقًا لوزارة الداخلية العراقية، كما أن النشطاء يخشون من احتمالية ارتفاع حصيلة القتلى.

تفتقر التظاهرات في العراق إلى وجود قائد، وهي تعبير شعبي عن الإحباط واسع النطاق بسبب الفساد وسوء الخدمات العامة والبطالة في البلاد، لكن قوات الأمن واجهت تلك التظاهرات بالرصاص الحي، بما في ذلك عناصر من المنظمات شبه العسكرية صاحبة النفوذ المدعومة من إيران.

سعت السلطات لتخفيف حدة الوضع من خلال فرض حظر التجول وقطع الإنترنت، غير أن ذلك لم يهدئ من غضب المحتجين، الذي يستهدف جزئيًا نفوذ طهران الضخم في الشؤون العراقية، كما تم إحراق عشرات من المباني العامة ومكاتب عدد من الأحزاب السياسية خلال الاضطرابات.                

كما قام رئيس الوزراء العراقي عادل عبد المهدي ليل السبت الماضي بعقد اجتماعًا طارئًا للحكومة، وأعرب عن حزنه لسقوط ضحايا، وأصدر خطة مكونة من 17 نقطة تضمنت تدابير لزيادة الدعم على الإسكان والرواتب العامة للعاطلين.

هونج كونج والدفاع عن الحريات والديمقراطية

في هونج كونج، الحكومة المحلية، استندت إلى قانون طوارئ يعود للحقبة الاستعمارية لحظر ارتداء أقنعة الوجه، إلا أنه لم يتسبب إلا في تحدٍ أكبر.

فللأسبوع الثامن عشر على التوالي، نزل المحتجون إلى الشوارع واشتبكوا مع الشرطة، والتي استخدمت في بعض الحالات خراطيم المياه، وهاجمت مجموعات المحتجين بالهراوات، وأطلقت الغاز المسيل الدموع في محاولاتها لتفريق المتظاهرين.

كما قام مجموعات المتظاهرين بتخريب واجهات المحلات التجارية التي ينظر إلى أنها موالية لبكين، في حين ارتدى الكثيرون أقنعة لإظهار ازدرائهم لإجراءات الحكومة، وتم القبض على عشرات من قبل الشرطة لقيامهم بذلك.

رغم أن الخسائر ليست بالقدر الذي شهده العراق، حيث تم إسعاف ثلاثة أشخاص فيما يتعلق بالاضطرابات، اثنين منهم في حالة حرجة، فإن تطرفًا أكثر عمقًا يترسخ في هونج كونج، بسبب الاستجابة غير المرضية لحكومة هونج كونج على طلبات المحتجين وغضبهم من قسوة الشرطة.

ما بدأ كمقاومة لمشروع تسليم المجرمين المثير للجدل، قد تحول الآن إلى حركة شعبية مستمرة تتحدى شرعية السلطات المحلية، وبالتالي حكم بكين. تلك الحركة تعكس الخوف العميق بين مواطني هونج كونج من أن تكون الحريات المدنية والتطلعات الديمقراطية للمستعمرة البريطانية السابقة في خطر.

يذكر أنه وفي أول مواجهات مباشرة بين المعارضين بهونج كونج والقوات الصينية، حذر جندي صيني عبر مكبر للصوت من أن المواطنين «يتحملون عواقب» أفعالهم، غير أن قوات جيش التحرير الشعبي بقيت حتى الآن في الثكنات وتنحت جانبًا في حين تستخدم الشرطة المحلية في هونج كونج الهراوات وتلاحق المتظاهرين أسبوعيًا.

شباب العراق.. ماضٍ مؤلم ومستقبل مجهول

المحتجين في العراق يواجهون “تهديدًا أكثر فتكًا”.. فمقاطع الفيديو التي انتشرت على وسائل التواصل الاجتماعي، على الرغم من التعتيم، لمسلحين وقناصة يطلقون النار على حشود من المتظاهرين، بالرغم من أن المسؤولين العسكريين العراقيين أكدوا عدم معرفتهم بمن أطلق النار.

كما ظهرت تقارير عن تهديدات مجهولة المصدر تم إرسالها إلى الصحافيين والناشطين، محذرة إياهم من حضور المسيرات في مختلف المدن العراقية.

المذبحة التي حصلت؛ قد تعني نهاية فترة عبدالمهدي القصيرة، وتجبره على تقديم استقالته وتمهيد الطريق لإجراء انتخابات جديدة، وقد جاء عبد المهدي للسلطة قبل عام كمرشح توافقي بعد عدة أشهر من الجمود السياسي ببغداد.

في بغداد، غالبية المحتجين من الشباب، الذين قالوا إنهم كبروا دون مستقبل، وولِدوا إبان الاحتلال الأمريكي للعراق، وتأثرت طفولتهم بالحرب، وفي شبابهم حُرِموا من سوق العمل الذي يحبذ أصحاب العلاقات السياسية.

“سوف نمضي ولن نتراجع”

في هونج كونج ثمة فجوة واسعة بين ما ترغب السلطات المحلية في التنازل عنه، وما يريده المحتجون. وبدلًا عن ذلك، نجحت حكومة هونج كونج في تأجيج السخط العام ودفع المحتجين المتشددين إلى التطرف والذين اشتبكوا بعنف مع الشرطة.

طالب بجامعة هونج كونج يرتدي قناعًا أزرقًا يقول لوكالة رويترز للأنباء: “إن قانون مكافحة ارتداء الأقنعة سيؤجج غضبنا وسيخرج المزيد من الأشخاص إلى الشارع”.

وأضاف الطالب “لا نخشى القانون الجديد، سنستمر في القتال.. إنني أرتدي القناع لأخبر الحكومة أنني لا أخشى الطغيان”.

وفي العراق، يقول عباس نجم، 43 عامًا، وهو مهندس عراقي عاطل عن العمل وشارك في مسيرة بالعاصمة بغداد السبت الماضي لصحيفة “الجارديان” البريطانية: “لسنا خائفين من الرصاص أو سقوط شهداء.. سوف نمضي ولن نتراجع”.

شاهد أيضاً

إنصاف «الأونروا»

بقلم: وليد عثمان – صحيفة الخليج الشرق اليوم- لم تكن براءة وكالة الأمم المتحدة لغوث …