الرئيسية / الرئيسية / تحليل: انتهت فرص الحوار بين المتظاهرين والحكومة

تحليل: انتهت فرص الحوار بين المتظاهرين والحكومة

بقلم: عبد الملك الحسيني

الشرق اليوم- دخلت التظاهرات العراقية يومها السادس وسط تصعيد من جانب المحتجين يقابله قوة أمنية وصفها البعض بـ”العنيفة”، وتجاوز عدد الضحايا 100 فرد حتى الآن وتجاوز عدد المصابين والجرحى 4000 فرد، فهل تفلح قرارات رئيس الوزراء عادل عبد المهدي في التهدئة أم أن الأوضاع خرجت عن السيطرة؟

المتظاهرين اليوم هم الأكثر ثباتا والأعلى صوتا، لأن الشعب لا يخرج للتظاهر إلا بعد تراكم الأزمات والضغوطات وانعدام الحلول لمشاكله، ولم يبقى أمام هذه الحكومة أية فرصة لمحاورة الجماهير الغاضبة.

الجماهير العراقية أعطت الحكومة فرصة منذ اليوم الأول لها، ولم تفي الأخيرة بوعودها في تنفيذ برنامجها وقد مضى أكثر من عام والبلد يزداد تراجعا، بينما مليارات الدولارات تدخل في جيوب الفاسدين على حساب قوت الشعب.

الحكومة العراقية تعيش اليوم أضعف حالاتها في مواجهة موجة الاحتجاجات العارمة والتي تعد الأقوى قياسا بالتظاهرات التي سبقتها، واستخدام القوة لتحجيم التظاهرات وإضعافها ستكون له انعكاسات خطيرة وهو بحد ذاته لا يعكس قوة الحكومة  بقدر ما يعكس وحشيتها ومخالفتها لمبادئ حقوق الإنسان والقوانين النافذة التي تتيح للمواطن حرية التعبير عن الرأي المكفولة دستوريا.

هناك قضية أخرى دفعت المواطن العراقي للخروج ورفع صوته بوجه الحكومة وهو الوضع العالم للبلد، في ظل هذا الواقع الذي لم يعد للعراق دور في محيطه الإقليمي والدولي، وتحول إلى بلد تابع ومنزوع السيادة تتجاذبه الأطراف الإقليمية والدولية وبات المواطن العراقي يشعر بالخجل أمام العالم وهو يعيش حالة من الصراع النفسي والخذلان وهو يرى بلده على هذه الشاكلة.

العراق تحول إلى بلد ممزق وليس له بوصلة، وغير قادر على اتخاذ قرار وطني موحد بسبب انشغال أحزاب السلطة في استثمار الوقت من أجل حصد المزيد من المكاسب المادية ومناصب الدرجات الخاصة بدلا من استثماره في تقديم المنجز وخلق فرص عمل للخريجين والعاطلين.

المصدر: سبوتنيك

شاهد أيضاً

صعود الأسهم الأوروبية

الشرق اليوم- صعدت مؤشرات الأسهم الأوروبية خلال تعاملات أولى جلسات الأسبوع، تزامنًا مع عطلة رسمية …