الرئيسية / الرئيسية / مترجم: خطورة الحشد الشعبي على أمن إسرائيل

مترجم: خطورة الحشد الشعبي على أمن إسرائيل

BY: Yaron Friedman – Yedioth Ahronoth

الشرق اليوم- تعتبر الجماعات المسلحة في العراق، حسب التصور الإسرائيلي تهديدا أمنيا حقيقيا، وبالتالي فإن لدى إسرائيل مصلحة لاستهدافها.

الحديث هنا عن 67 جماعة مسلحة من المذهب الشيعي العراقي، والتي تحظى بدعم حكومي يصل 60 مليون دولار سنويا، وتتعاون مع المحور الإقليمي الذي تقوده إيران في المنطقة، وتبذل جهودا لنقل الأسلحة والوسائل القتالية عبر حدودها مع ايران لسوريا ولبنان والعراق.

كما أن المعلومات المتوفرة لدى إسرائيل، تفيد بأن إيران تتطلع في السنوات القليلة القادمة لإقامة مسارين لنقل هذه الأسلحة: بري وبحري، يصلان بين إيران ولبنان، من أجل تسهيل نقل الوسائل القتالية، وتسريع سيطرتها العملياتية على سوريا ولبنان، وإقامة جبهة معادية جديدة ضد إسرائيل.

تراقب إسرائيل بدورها التحركات الإيرانية الجارية لافتتاح ميناء بحري جديد على شاطئ اللاذقية شمال سوريا، فيما تجري الجهود الميدانية لإقامة خط سكة حديد من إيران إلى سوريا مرورا بالعراق، ويمكن الافتراض أن الهجمات الجوية الأخيرة المنسوبة لإسرائيل ضد الميليشيات المسلحة في العراق، تأتي لإحباط الجهود الإيرانية لإبعاد مستودعات صواريخها المتطورة عن مرمى الطيران الإسرائيلي.

وفي حال ثبوت المسؤولية الإسرائيلية عن هذه الهجمات، فإننا أمام رسالة إسرائيلية إلى إيران مفادها: لا مكانا آمنا لسلاحها في الشرق الأوسط، رغم أن إسرائيل تستغل الضعف الذي تعيشه عدد من الدول العربية في ساحتها الداخلية، وتنفذ ضرباتها الجوية ضد الميليشيات التابعة لإيران.

إسرائيل تعتبر أن العراق خرج لتوه من حرب ضارية ضد تنظيم “داعش” تسببت بدمار كبير للدولة العراقية، وانقسام سياسي بين الشيعة شرق البلاد، والسنة العرب في الغرب، والأكراد في الشمال، حتى أن الشيعة العراقيين منقسمين بين بعضهم، أحدهم تابع للمعسكر الإيراني الذي يسيطر على الدولة ، وآخر تابع لمقتدى الصدر الذي يمثل شيعة البصرة وجنوب شرق العراق.

أما التقدير الإسرائيلي لوضع سوريا، فهو أن الحرب توشك على الانتهاء، والدولة مدمرة، والجيش السوري مستنزف كلياً، ويمر حاليا بمرحلة إعادة ترميم لقدراته، أما لبنان فهو دولة “فاشلة” اقتصاديا وضعيفة عسكريا، وتعيش فيها الطوائف حالة صراع داخلي، الواحدة ضد الأخرى، صحيح أن هذه الظروف في الدول العربية تعمل لصالح إيران، لكنها في الوقت ذاته تسهل على إسرائيل الوصول لكل نقطة تشكل تهديدا عليها.

الشرق الأوسط بات يشهد مواجهة جلية بين معسكرين: إيران والولايات المتحدة، التي قد تصل حد الحرب العسكرية، وحرب بدأت لتوها بين إسرائيل وأطراف المحور الإيراني في المنطقة، خاصة الميليشيات الشيعية، صحيح أننا لا نتكلم عن حرب متكافئة، فالتفوق الإسرائيلي الأمريكي فيها ظاهرا، لكن إيران لديها نقطة قوة لا تخطئها العين بفضل الردع الذي تحوزه في تهديد خصومها في المنطقة في حال تعرضها لهجوم خارجي.

وخير مثال على ذلك، ما حصل من هجوم إيراني أخير على المنشآت النفطية السعودية، حيث أثبتت إيران قدرتها على الإضرار بسوق النفط العالمي، وإسرائيل تدرك تماما أن حزب الله لديه قدرات صاروخية قادرة على المس بجبهتها الداخلية، خاصة استهداف ميناء حيفا.

فاستمرار الهجمات الإسرائيلية على الجماعات المسلحة العراقية، تهدف أساسا لوقف نقل الأسلحة من العراق إلى حزب الله وسوريا، رغم أن “الحشد الشعبي” العراقي، يشكل تهديدا ثانويا على إسرائيل، فهو بعيد جغرافيا عنها، ويعيش حالة احتراب داخلي، لكن أساس استعداء تل أبيب له تكمن في مساعدته لحزب الله في لبنان.

إسرائيل تتشارك مع الدول العربية السنية المحيطة بالعراق في إبداء القلق من هذه الجماعات المسلحة، لأنها تمثل نموذج “الدولة داخل الدولة” بإيعاز من ايران، حصل ذلك في اليمن، والعراق، ولبنان، ، ترى من سيأتي عليه الدور مستقبلا؟.

شاهد أيضاً

السوداني يترأس اجتماعاً للمجلس الوزاري للأمن الوطني

الشرق اليوم– ترأس رئيس مجلس الوزراء العراقي القائد العام للقوات المسلحة محمد شياع السوداني، اليوم …