الرئيسية / مقالات رأي / نصرالله يؤكد على وضوح العقيدة السلاحية لحزب الله

نصرالله يؤكد على وضوح العقيدة السلاحية لحزب الله

بقلم : الوليد خالد يحيى – العرب اللندنية

عمل حزب الله على إخفاء دوره الوظيفي خلف صورة المقاومة والعمليات ضد الاحتلال، قد انتهى تماما مع انتهاء حرب تموز 2006، حيث كانت تلك الحرب بمثابة إعلان انتهاء عمليات تبييض ذلك السلاح على جبهة المقاومة مع الاحتلال.

الشرق اليوم- أطل الأمين العام حسن نصرالله الخميس (2 مايو/ أيار)، ليكرر لازمة خطابية باتت رأس حربة حزبه في مواجهته المفترضة مع إسرائيل، وهو الذي كرس حديده وناره لحربه في سوريا، الساحة الأساس لبسط النفوذ الإيراني وتكريسه نحو المتوسط، أما للإحتلال الإسرائيلي الذي ما زال يجثم على مزارع شبعا، التي أقرّ نصرالله بلبنانيتها في إطلالته، فليس إلا تلك اللازمة الكلامية المحشوة بالحديث عن قوة الردع، ونقاط القوة التي يمتلكها حزبه والدخول إلى الجليل، ومستودعات الأمونيا في حيفا وغير الأمونيا كما ألمح.

إذن، ليس في جعبة حزب الله سوى التلويح بالردع أمام إسرائيل، أما القتال ضدها فلن يبدأه لا لتحرير مزارع شبعا، وليس لتحرير أي شبر من فلسطين، وهو ما تكرّس في قبوله القرار 1701، الذي أقرّه مجلس الأمن في أغسطس عام 2006 عقب حرب تموز، وهو القرار الذي يلزم حزب الله بهدنة وقف إطلاق النار بين الجانبين، وقصر الوجود العسكري في المنطقة الواقعة بين الخط الأزرق ونهر الليطاني، على قوات الجيش اللبناني والقوات الأممية “اليونيفيل”.

تلويح بالردع القوي ضد عدوان مفترض، قلل نصرالله من إمكانية حدوثه، معللاً ذلك، بإدراك الجانب الإسرائيلي لقوّة ردع الحزب، كما إدراكها لمواضع الضعف لدى جيشها وفق قوله، إلا أنّ حكومة بنيامين نتنياهو طوال فترة ترأسها للحكومة الإسرائيلية، لم تمل إلى محاربة حزب الله والنفوذ الإيراني على أرض لبنان، فهي تكتفي بضرب القواعد وشحنات الصواريخ والأسلحة الإيرانية المتوجهة إلى الحزب، داخل الأراضي السورية، التي باتت تشكل ميدان الصراع الرئيسي للطرفين، المُدركين تمام الإدراك لتكلفة الصدام المباشر عبر الحدود اللبنانية الفلسطينية.

حزب الله لا يقوى على تحمل تبعات حرب مدمرة مكلفة عليه وعلى بيئته التي أنهكها في حربه في سوريا، فضلا عن الإنهيار الاقتصادي والمعيشي الذي تعانيه ويعانيه، وبات ينخر هيكلية الحزب ذاته الذي صار يستجدي التبرعات الشعبية، كما أن الجانب الإسرائيلي بغنى عن المشاكل على جبهته الشمالية مهما كان حجمها طالما في جعبته الكثير من البدائل، لمواجهة النفوذ الإيراني وأذرعه عبر الساحة السورية، واستفادته من التحركات الأميركية الاقتصادية والسياسية ضد إيران، وكذلك الدور الروسي في سوريا ومتانة حرص الروس على تبديد الهواجس الإسرائيلية معنوياً وعمليا.

في هذا السياق كان لافتا في خطاب حسن نصرالله، إلى جانب الحديث عن الردع الذي يحاول من خلاله طمأنة جمهوره بأن لا حرب إسرائيلية قادمة بفضل سلاحه، هو توجيهه رسائل صريحة ومبطنة إلى خصومه وحلفائه، بأن سلاحه ذو وظيفة رئيسية وأكثر صوابية من أي وظيفة أخرى.

فذلك السلاح قد حمى لبنان من تنظيم داعش الذي يجب عدم نسيان خطره وفق زعمه، مبشرا جمهوره بأن التنظيم لم ينتهِ رغم انتهاء جيشه العسكري، وبأنه سيعود بخلاياه النائمة التي سيتم تفعيلها ليفجر في العراق وسوريا، مثنيا على التعاون العسكري العراقي السوري على الحدود بين البلدين.

شاهد أيضاً

الأمل المستحيل لإسرائيل

بقلم: عاطف الغمري – صحيفة الخليج الشرق اليوم- عندما يطرح مركز بحوث أمريكي مؤيد دائماً …