الرئيسية / الرئيسية / ما زال سواد “داعش” يطل علينا!!

ما زال سواد “داعش” يطل علينا!!


بقلم: موفق العلي

في العراق لا تستغرب الأحداث والأسماء وعلاقاتها ببعضها البعض. فأعداء اليوم قد تجدهم حلفاء الغد، وأصدقاء اليوم ورفقاء السلاح، في الأمس هم أشد الأعداء اليوم. منذ أسابيع قليلة احتفلنا بذكرى النصر على تنظيم “داعش”، وتحرير المناطق التي كان يفرض سيطرته عليها. لكن تحرير الأرض، لا يعني تحرير العقول من فكر متعفن، تمتد خطورته إلى ما أبعد ما تتصور حكومتنا غير المكتملة أو “العرجاء”.

اليوم، وزيرة التربية العراقية، شيماء الحيالي، أعلنت تبرؤها من أي إرهابي أو مجرم تلطخت يده بدماء العراقيين. ووضعت استقالتها أمام رئيس الوزراء العراقي عادل عبد المهدي، بعد حصولها على ثقة البرلمان بأربعة أيام فقط. على خلفية مزاعم تفيد بصلة شقيقها الأكبر، بتنظيم “داعش” الإرهابي. لكن الوزيرة ربطت موافقة رئيس الحكومة العراقية بتأكده من أية علاقة تربطها بالإرهاب أو الإرهابيين.

تصريحات الوزيرة الحيالي عبر صفحتها في فيسبوك، بالرغم من الكلمات المرهفة والوطنية، وتقديم الاستقالة وثقتها بنفسها. لا يمكن أن تخفي ارتباطها سياسيا في شخص لطالما دارت حوله اتهامات خطيرة بعلاقته بتنظيم “داعش”، وهو المدعو الشيخ خميس الخنجر. وعلاقة هذا الشخص أصلا في الإرهاب حولها الكثير من الأسئلة. ونيته في مكافحة الإرهاب محل شك أصلاً.

يعد الخنجر الداعم الأول للوزيرة شيماء الحيالي مواليد نينوى 1975، التي ترشحت عن “تحالف البناء”، الذي يتحمل بدوره جزء من المسؤولية في التأكد من خلفيات المرشحين الذين يدعمهم.

القضية تحتم على الرئيس عبد المهدي فتح تحقيق موسع، حتى لا نأتي في يوم ما، ويكون لتنظيم إرهابي مثل “داعش” وزراء في حكومتنا. تحت ذريعة قبول جميع المكونات السياسية العراقية.

نعم نحن نؤمن بالتنوع والتعدد والحقوق لجميع أبناء هذا الشعب، لكننا سنرفض بشدة العلاقات والتصالح مع تنظيم أوغل في دماء العراقيين.

قد تكون شيماء الحيالي صادقة في بيانها، ونظرا لمسيرتها المهنية والأكاديمية، يمكن أيضا أن تكون بعيدة كل البعد عن التنظيم العفن. ولكن يصعب علينا قبول أي ارتباط بأي صورة كانت بهذا التنظيم الإرهابي، الذي لا نعلم ولا نستطيع تقدير حجم قوته على الأرض أو في الصدور والنفوس.

كيف يمكن لحكومة عجزت لغاية الآن عن الانتهاء من تشكيلتها. أن تواجه فكرا تأصل لدى البعض، كيف يمكن لهذه الحكومة العرجاء أن تواجه المؤامرات التي تهدف لزرع وزراء من التنظيم داخلها.

كثيرة هي التقارير التي تتحدث عن أن نفوذ تنظيم “داعش” الإرهابي سيمر بمرحلة من التحولات ستنتهي يوما ما على شكل حالة سياسية، فهل تشهد حكومة العراق هذا التحول وتكون الأولى؟

شاهد أيضاً

السوداني يستقبل في واشنطن وفد إدارة بنك جي بي مورغان

الشرق اليوم– استقبل رئيس مجلس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني، مساء أمس الأربعاء، في مقرّ …