الرئيسية / مقالات رأي / التبدل المفاجئ لرأي ترامب تجاه سوريا.

التبدل المفاجئ لرأي ترامب تجاه سوريا.

بقلم: لارا سيلغمان ومايكل هيرش.
في قرار غير متوقع أشار الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، الأربعاء إلى أنه يستعد لسحب جميع القوات الأمريكية من سوريا، مما صدم كبار المسؤولين في إدارته ودلّ على تنازله لتركيا، وهو تحرك قال الخبراء إنه سيؤدي إلى تقويض خطير للسلطة الأمريكية في الدولة التي مزقتها الحرب.
بالنسبة إلى ترامب، كان ذلك أحدث مثال على ممارسة السياسة من خلال التغريد على تويتر من دون تحذير مسبق، وجاء ذلك في وقت كان فيه المسؤولون الرئيسيون مثل المبعوث الخاص لسوريا ،جيمس جيفري، يشيرون إلى أن السياسية الأمريكية هي البقاء في البلاد، فقبل يوم واحد فقط، قال نائب المتحدث باسم وزارة الخارجية، روبرت بالادينو، للصحفيين إن القوات الأمريكية موجودة هناك “من أجل ضمان الهزيمة الدائمة لتنظيم الدولة الإسلامية، وقد حققنا مؤخراً تقدماً كبيراً في الحملة، لكن المهمة لم تنته بعد”.
و في الأسبوع الماضي قال المبعوث الرئاسي للتحالف العالمي ضد الدولة الإسلامية، بريت ماكغورك للصحفيين: “من الإنصاف القول إن الأمريكين سيبقون على الأرض بعد هزيمة دولة الخلافة”
إلا أن في صباح يوم الأربعاء، غرّد ترامب : ” لقد هزمنا داعش في سوريا، وهو السبب الوحيد لوجودنا هناك خلال رئاسة ترامب “. وبذلك فأن التغريدة أكدت تقارير إخبارية متعددة بأن الإدارة الأمريكية تستعد لانسحاب كامل وسريع للقوات الأمريكية البالغ عددها ألفي جندي موجودين على هناك.
وبعد ساعات قليلة، ظهرت تقارير تفيد بأن جميع مسؤولي وزارة الخارجية الأمريكية سوف ُيجلون من سورية خلال 24 ساعة، وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية ،لفورين بوليسي، إنها “لا تستطيع التعليق على حركة موظفي وزارة الخارجية لأسباب أمنية”.
قال المحللون إن التحول المفاجئ كشف عن انقسامات خطيرة داخل الإدارة بشأن سورية -خاصة بين ترامب واثنين من كبار مسؤوليه، هما مستشار الأمن القومي جون بولتون، ووزير الخارجية مايك بومبيو- وكشفوا مدى ضعف الذراع التي تحركها الولايات المتحدة في الدولة التي يستعيد بشار الأسد السيطرة عليها تدريجياً بمساعدة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.

في حين قال الخبير في شؤون سورية في جامعة أوكلاهوما،جوشوا لانديز، “لم يقتنع ترامب في الحقيقة بحجج بولتون وبومبيو بأن واشنطن بحاجة إلى إبقاء الوجود العسكري، ليس فقط للتعامل مع الدولة الإسلامية بل أيضاً لمواجهة إيران. فقد حاولا معه من قبل، لكن من الواضح أنه غير مقتنع”.
قال الخبراء إن هذه الخطوة ستوف تتيح فرصة كبيرة أمام الاعبين الاخرين في المنطقة مثل، روسيا وإيران وحتى تنظيم الدولة الإسلامية نفسه لتولي السيطرة. وقال غايل زيماك ليمون، الكاتب في مجلس العلاقات الخارجية في موقع ديفنس ون:”إذا انسحب ترامب الآن فسوف يكون هناك أربعة فائزين: داعش والأسد وروسيا وإيران”.
وبينما تشير هذه الخطوة إلى التوتر بين ترامب ومعسكر بولتون-بومبيو، إلا أنها قد تشير أيضاً إلى أن وزير الدفاع جيمس ماتيس، يؤكد تأثيره على الرئيس على نحو متزايد. فلطالما أكد ماتيس أن الولايات المتحدة موجودة في سوريا لغرض واحد وهو ضمان الهزيمة الدائمة لتنظيم الدولة الإسلامية.
لم تؤكد وزارة الدفاع الانسحاب، ولم تقّدم جدولاً زمنياً لعودة القوات إلى الديار. كما أن ماتيس وبنس لن يجيبا على أسئلة وسائل الإعلام بشأن الإنسحاب قبل الاجتماع في البنتاغون يوم الأربعاء. في حين أكدت المتحدثة الرسمية باسم البنتاغون ،دانا وايت، أنه في حين أن التحالف قد حرر الأراضي التي سيطر عليها تنظيم الدولة الإسلامية، إلا أن الحملة لم تنته بعد.
المصدر: فورين بوليسي.

شاهد أيضاً

الأمل المستحيل لإسرائيل

بقلم: عاطف الغمري – صحيفة الخليج الشرق اليوم- عندما يطرح مركز بحوث أمريكي مؤيد دائماً …