الرئيسية / الرئيسية / العقوبات الاميركية على النفط الايراني

العقوبات الاميركية على النفط الايراني

استراتيجية الرئيس ترامب للضغط على إيران تقوم على فرضية وجود ما يكفي من طاقة إنتاج النفط الاحتياطية في أماكن أخرى من العالم للتعويض عن خسارة الإمدادات الإيرانية دون التسبب بارتفاع الأسعار. وهدف الإدارة الأمريكية التأثير على طهران، وليس على الدول التي تعتمد على النفط الإيراني.
إقناع عملاء النفط الرئيسيين لطهران بشراء نفطهم من أماكن أخرى لاقى نجاحاً متفاوتاً، حيث توقفت اليابان وكوريا الجنوبية عن شراء النفط الإيراني، وأفادت بعض التقارير أن الهند والصين وتركيا تعتقد أن الإمدادات العالمية ليست كافية لاستبدال مشترياتها من إيران.
من الممكن أن تقدّم واشنطن إعفاءات محدودة فيما يخص شراء النفط الإيراني بشرطين: إما أن تودَّع العائدات الناتجة عن صفقات الشراء في حسابات ضمان، وأن تُمنع إيران من استخدام هذه الأموال إلا إذا كان ذلك لأغراض إنسانية محددة بدقّة.
إذا تَوفُّرت إمدادات إضافية من السعودية وروسيا في منتصف عام 2019. سيصبح الهدف الحقيقي آنذاك هو تحقيق عوائد صفرية للصادرات، وليس إنهاء جميع صادرات النفط، ومن المتوقع أن تزيد السعودية إنتاجها لتغطية معظم النقص.
إذا دفعت بعض الدول تكاليف إمدادات النفط الإيرانية بعملتها مثل الهند، ستكون فائدة هذه العائدات بالنسبة لطهران أقل بكثير من الدفعات المسددة بالدولار، العملة المعتادة لمثل هذه المشتريات.
بكين ترسل إشارات متضاربة بشأن تعاونها مع الولايات المتحدة، إلا أن السوق يشير أن الصين ستواصل شراء نحو مليون برميل يومياً من النفط الإيراني، ولكنها ستساوم إيران بصرامة من خلال الإصرار على الحصول على أسعار مخفضة.
تحاول منظمة “أوبك” بالتعاون مع روسيا، “منع زعزعة توازن السوق مرة أخرى” من خلال إعداد “خيارات” حول كمية إنتاج النفط في العام المقبل، كما أنها أشارت إلى أنها قد تخفّض إنتاجها في عام 2019.
إن انخفاض الأسعار هي أخبار جيدة للمستهلكين ولكنها سيئة للدول المنتجة التي تحاول تمويل ميزانياتها الوطنية، لذلك شعرت العديد من الح��ومات بالاستياء من الدعوة لتي وجّهها إلى منظمة “أوبك” لزيادة الإنتاج من أجل خفض الأسعار.
مقتل خاشقجي يؤثر على حسابات السعودية وقد يغيّر السعوديون لهجتهم لمنع البيت الأبيض من لومهم على الجريمة.
بالرغم من تأييد الرياض لزيادة العقوبات على إيران، إلا أنها قد تغير التزامها بضخ النفط إذا حاول الكونغرس تقييد مبيعات بيع الأسلحة للسعودية، فالإنتاج الراهن يبلغ حوالي 10,5 ملايين برميل يومياً، لكن يمكن يصل بسهولة إلى 11 مليون.
سبق لطهران أن خسرت 1,2 مليون برميل من النفط في اليوم من إنتاجها بين شهرَي مارس وسبتمبر، ففي حين يُفترض أن تساعد العقوبات المالية في استنفاذ قدرة إيران على تمويل وارداتها، إلّا أن خفض عائداتها النفطية ليس بالرهان الأكيد
إن استعداد طهران لتغيير سلوكها والتفاوض بشأن القضايا النووية والصاروخية والإقليمية يعتمد على الأرجح على مجموعة من الضغوط المستمرة. وإذا كان النفط هو نقطة الضغط الأكثر وضوحاً، فهو في الوقت نفسه النقطة الأكثر احتمالاً التي ستؤدي إلى عواقب غير مقصودة..
الزيادات في أسعار النفط سوف تعوّض عن التخفيضات في الإنتاج، مما يؤدي إلى تخفيف الأثر المترتب على عائدات طهران أو حتى إبطاله. ولكن المصاعب الاقتصادية التي يعاني منها الشعب الإيراني سوف تزداد سوءاً.تستعد الحكومات الأوروبية المعارِضة لنهج إدارة ترامب إلى اعتماد “آلية تمويل محددة الهدف” للحفاظ على استمرار التجارة الثنائية.

شاهد أيضاً

“حزب الله” ينشر بيانا جديدا لعملياته ضد الجيش الإسرائيلي

الشرق اليوم- نشر الإعلام الحربي في “حزب الله” اللبناني بيانا كشف من خلاله العمليات النوعية …